تحت شعار: "تراثنا من مقومات هويتنا"، اختتمت يوم الجمعة 18 ماي 2012 فعاليات مهرجان الطفولة والتراث، في دورته الأولى، بالمسرح الملكي بمراكش. ويأتي تنظيم هذا المهرجان من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش تانسيفت الحوز، تحت إشراف ولاية الجهة، وبتعاون مع وزارة الشباب والرياضة وجمعية فنون وثقافات المغرب الأصيل، والجمعية الوطنية للتربية والثقافة، إضافة إلى جمعية الأطلس الكبير.
ويروم المهرجان المساهمة في بناء المشروع الوطني للجهوية الموسعة، والحفاظ على التراث الوطني المغربي الأصيل، والعمل على مصالحة الطفولة واليافعين مع الموروث الثقافي، وتحفيزهم للتعامل مع الطرق الشفهية والفنون اللامادية الوطنية، واستثمار التراث الوطني العتيق وحمايته من المسخ والتشويه.
وفي افتتاح هذه التظاهرة، أشار عباس فراق، المدير الفني للمهرجان، أن فكرة هذا الأخير قد تولدت عن قناعة بضرورة العمل على الحفاظ على تراثنا العريق، وإنقاذه من التهميش والاندثار، مؤكدا أن هذه الفكرة تبدو بسيطة في مظهرها، لكنها تحمل آمالا كبيرة لرد الاعتبار لإحدى مقومات الهوية الوطنية المتجذرة في الذاكرة الثقافية ببلادنا، ألا وهي الطرق الشفهية والفنون اللامادية من أهازيج وإيقاعات خالدة، توحي بالحياة وتذكر بمسار تاريخي كبير، وبتعددية ثقافية أصيلة تنفرد بها هذه الأمة.
وبدوره، ألقى بوجمعة بلهند، عن المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي التابع للأكاديمية، كلمة، باسم هذه المؤسسة، قال فيها إننا نلتئم اليوم، داخل هذا الفضاء البهيج، بتراب مدينة البهجة، مدينة الرجالات السبع، لنضع سويا اللبنات الأولى لإرساء تقليد سنوي، يتوخى الاحتفال بتراثنا الشفهي داخل هذه الجهة الغنية بتراثها الأصيل والمتنوع، وذلك في إطار مهرجان جهوي للطفولة والتراث، متمنيا أن تعرف الدورات القادمة نجاحا أكبر، ومزيدا من الدعم والاحتضان.
ومن جهته، تناول الكلمة عبد الرزاق حاضر، رئيس الجمعية الوطنية للتربية والثقافة، ليؤكد أن هذه الجمعية تعمل، من خلال برامجها التربوية والثقافية، على المساهمة في الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية، عبر العناية بموروثنا الثقافي. كما تعنى بالطفولة عن طريق تنظيم مخيمات لفائدة الناشئة، بتعاون مع وزارة الشباب والرياضة وباقي الشركاء. ثم دعا إلى المزيد من التشارك والتعاون بين جميع الجهات المعنية لتحقيق مجتمع متقدم تسوده العدالة والرفاهية.
عقب ذلك، قامت مجموعة من الفرق المدرسية المتأهلة في الإقصائيات الإقليمية والمحلية للمهرجان بتجسيد عروض فنية وفولكلورية تتمثل في كناوة، الحوزي، أحواش، حمادة، أهازيج العواد، اللعبات والحضارات. ثم قام رواد الحلقة بساحة جامع الفنا بتقديم فقرات فنية وترفيهية، ساهم في تنشيطها مجموعة الحوزي، عبد الرحيم الأزلية، ثنائي الفكاهة الربيب والمعاشي والفكاهي الملقب ببوب مارلي.
وفي الختام، تم تكريم مجموعة من رواد الفنون الشعبية على صعيد الوطن، نظرا للخدمات الجليلة التي قدموها من أجل الحفاظ والرقي بهذه الفنون، والتعريف بها في مختلف المحافل الدولية والوطنية. كما تم تقديم شواهد تقديرية لمختلف الشركاء على ما بذلوه من مجهودات خدمة للفنون الأصيلة والموروث الثقافي الوطنيين.
حضر فعاليات هذه التظاهرة رئيس جمعية الأطلس الكبير، ونواب وزارة التربية الوطنية ومندوب وزارة الشباب والرياضة وممثلة مديرية وزارة الثقافة بالجهة، ومجموعة من رؤساء المصالح بالأكاديمية والنيابات التابعة لها، والعديد من الفعاليات التربوية وآباء وأمهات وأولياء التلميذات والتلاميذ المشاركين في هذه التظاهرة، وممثلو وسائل الإعلام الوطنية والجهوية.
تعليقات:
